انتقدت فيسبوك آبل يوم الأربعاء بعد إجراء الأخيرة إجراء تغييرات جديدة على خصوصية بيانات نظام التشغيل iOS، والتي من شأنها أن تجعل من الصعب على المعلنين تتبع المستخدمين، في إشارة محتملة إلى مدى اعتبار الشبكة الاجتماعية هذه الخطوة تهديداً لأعمالها الأساسية.
وعقدت فيسبوك يوم الأربعاء حدثاً صحفياً لاستقطاب الشركات الصغيرة المعارضة للتغيير، ونشرت وسماً جديداً لمناقشة الحدث وإعلانات في العديد من الصحف المحلية تنتقد فيها شركة آبل على هذه الخطوة.
في إعلانات ظهرت في صحيفة نيويورك تايمز، ووول ستريت جورنال وواشنطن بوست، انتقدت فيسبوك متطلبات آبل القادمة التي تتطلب من المستخدمين منح إذن صريح للتطبيقات لتتبعها عبر الإنترنت. وقالت فيسبوك إن هذه الخطوة قد تكون “مدمرة” لملايين الشركات الصغيرة التي تعلن على منصتها.
وتتزامن إعلانات الصحيفة مع قسم جديد في موقع “فيسبوك فور بزنس” يسمى “SpeakUpforSmall” يحث فيسبوك من خلاله أصحاب الأعمال الصغيرة على مشاركة قصصهم لمنحهم “مكاناً للتعبير عن آرائهم”. كما يشجع أصحاب الأعمال الصغيرة على استخدام وسم SpeakUpForSmall# على وسائل التواصل الاجتماعي لمشاركة ما تعنيه الإعلانات المخصصة لهم وما يمكن أن تكون عليه بدونها.
ويعتمد فيسبوك والشركات التي تستخدمه للتسويق على تتبع البيانات لاستهداف المستخدمين بالإعلانات المخصصة. وحذرت شركة التواصل الاجتماعي، التي تحقق جميع إيراداتها تقريباً من الإعلانات، المستثمرين في أغسطس/ آب من أن تغييرات برامج آبل قد تضر بأعمالها.
وأعلن عن تغيير الخصوصية في مؤتمر المطورين العالميين التابع لشركة آبل في يونيو/ حزيران، ولكن أجل حتى أوائل العام 2021. وأثناء الحدث، كشفت شركة آبل كيف ستظهر للمستخدم رسالة تسأل عما إذا كان يريد السماح للتطبيق بتتبعه، محذرة من أنه سيتم استخدام البيانات لأغراض الإعلانات المستهدفة.
وفي رد على حملة فيسبوك، قالت آبل في بيان : “نعتقد أن هذه مسألة بسيطة للدفاع عن مستخدمينا. يجب أن يعرف المستخدمون متى يتم جمع بياناتهم ومشاركتها عبر التطبيقات والمواقع الأخرى، ويجب أن يكون لديهم خيار السماح بذلك أم لا. شفافية تتبع التطبيقات في iOS 14 لا تتطلب من فيسبوك تغيير نهجها في تتبع المستخدمين وإنشاء إعلانات مستهدفة، إنها تتطلب ببساطة منح المستخدمين خياراً”.
وقد حاولت آبل مراراً وتكراراً تقديم نفسها كمدافع عن خصوصية المستهلك، حيث وصفت التغييرات في سبتمبر/ أيلول بأنها نابعة من إيمانها بأن “الخصوصية هي حق أساسي من حقوق الإنسان”. وتحاول فيسبوك، التي انتقدت بسبب ممارساتها المتعلقة بخصوصية البيانات، أن تضع نفسها كمدافع عن الشركات الصغيرة، التي تعاني الكثير منها من تداعيات الوباء.