نفى خبراء عسكريون مصريون، ما ذكره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول استخدام الجيش المصري المساعدات الأمريكية لشراء معدات عسكرية روسية، مؤكدين أن بنود المعونة الأمريكية لا تنص على حصول مصر على أموال سائلة ولكن تستخدم لشراء معدات عسكرية أمريكية، وأرجعوا سبب التصريحات إلى رغبة الإدارة الحالية في توتير العلاقات الاستراتيجية بين الولايات المتحدة ومصر قبل استلام الرئيس الجديد لولايته.
ونشر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” فيديو هاجم فيه مشروع قرارا صادق عليه الكونغرس الأمريكي بشأن حزمة مساعدات “كوفيد-19” بقيمة 892 مليار دولار، مهدداً بعدم التوقيع عليه لاعتراضه على بعض البنود، وذكر في الفيديو أنه ضمن مشروع القرار حصول مصر على مساعدات بقيمة 1.3 مليار دولار، متهماً الجيش المصري باستخدام هذه المساعدات في شراء معدات عسكرية روسية.
وتقدم الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، معونة لمصر سنوياً منذ توقيع اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية عام 1979، وتتوزع بين مساعدات عسكرية ومعونات اقتصادية تشرف عليها الوكالة.
يرى اللواء حمدى بخيت عضو لجنة الأمن القومى بمجلس النواب المنتهية ولايته، حديث الرئيس الأمريكى ترامب بشأن شراء مصر أسلحة روسية من أموال المعونة العسكري، بـ”المغالطات”، مبرراً رأيه بأن مصر لا تحصل على أموال سائلة من المعونة الأمريكية، ولها مسارات محددة فى الإنفاق مثل التدريب وإرسال البعثات والخبراء واستيراد قطع غيار الأسلحة من الولايات المتحدة.
وأرجع بخيت فى تصريحات خاصة سبب تصريحات الرئيس الأمريكي، بأنها محاولة لتكبيل مصر فى إطار مستقبل السياسات الأمريكية فى الشرق الأوسط، مضيفاً: “لا أظن أن هذا الاتهام يعبر عن ترامب ولكنه صادر من الإدارة الامريكية نفسها بغرض توتير العلاقات الاستراتيجية بين الولايات المتحدة ومصر قبل استلام الرئيس الجديد لولايته”، حسب قوله.
وتساءل بخيت عن أسباب وضع الولايات المتحدة محاذير على مصر فى استخدام المعونة منذ توقيع الاتفاق منذ ثمانينات القرن الماضي وحتى الآن، على الرغم من التزام مصر بأوجه الصرف المتفق عليها، لافتاً إلى أن شراء مصر أسلحة من روسيا أمر ليس حديثاً، ولكن لا يتم تمويل شرائها من المعونة الأمريكية.
من جهته، قال الخبير العسكى اللواء نصر سالم، في تصريحات خاصة ، إن ما ذكره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن شراء الجيش المصري معدات عسكرية من روسيا بأموال المعونة الأمريكية، إدعاءات ليس لها أساس من الصحة، موضحاً أن مصر لا تحصل على أموال سائلة من المعونة العسكرية، ولكن يتم صرفها عبر شركات أمريكية تورد معدات عسكرية، منوهاً إلى أنه يمكن في أضيق الحدود استخدام جزء من المعونة في شراء قطع غيار للأسلحة حال عدم توفرها بالولايات المتحدة الأمريكية، إلا أنه يتم الشراء من دول غربية بمبالغ محدودة، ولا يمكن استخدام تلك الأموال لشراء أسلحة روسية.