حظرت جزر المالديف دخول السياح من جنوب آسيا، قاطعةً بذلك مسار الهروب الخاص بالأثرياء الهنود الفارين من أزمة كوفيد -19 في بلادهم.
أعلنت وزارة السياحة ودائرة الهجرة في جزر المالديف الحظر المؤقت يوم الثلاثاء، والذي ينطبق على جميع حاملي التأشيرات من الهند، ونيبال، وبوتان، وأفغانستان، وبنغلاديش، وباكستان، وسريلانكا، وكذلك الأشخاص الذين عبروا تلك البلدان خلال الـ14 يوم الماضية.
وسيكون الحظر، الذي بدأ منذ الخميس، ساري المفعول حتى إشعار آخر، بينما تحاول جزر المالديف السيطرة على زيادة حالات الإصابة بفيروس كورونا، والتي قفزت من حوالي 100 حالة جديدة في منتصف أبريل/ نيسان الماضي إلى 1،572 يوم الأربعاء.
ويعد هذا العدد الأكبر من الحالات الجديدة اليومية في البلاد منذ بداية الجائحة، وفقاً لوكالة حماية الصحة.
ويأتي ذلك وسط ارتفاع في حالات الإصابة الجديدة في جميع أنحاء المنطقة، لا سيما في الهند، حيث تقتل موجة ثانية من فيروس كورونا آلاف الأشخاص كل يوم.
وكانت جزر المالديف من أوائل الدول التي أعيد فتح أبوابها بالكامل أمام السياح العام الماضي، وأصبحت خلال الأسابيع الأخيرة ملاذاً شهيراً للهنود الأثرياء، بما في ذلك نجوم بوليوود، الذين أثارت إجازاتهم الفاخرة الغضب في .
ولا ينطبق حظر السفر على الأشخاص الموجودين بالفعل في الأرخبيل، إلا أنه سيحبط خطط أولئك الذين كانوا يأملون في الهروب المحتمل إلى جزر المالديف.
ومع غرق الهند في أزمة كوفيد-19 التي بدأت في منتصف شهر مارس/ آذار الماضي، ورد أن عدداً من نجوم بوليوود غادروا البلاد.
وكانت نجمات بوليوود، بما في ذلك عليا بهات، وشرادها كابور، وديشا باتاني، وجانفي كابور من بين أولئك الذين سافروا إلى جزر المالديف
ولسن وحدهن، ففهي هذا العام، أصبحت الهند أكبر مصدر للسياح إلى جزر المالديف. وخلال الفترة من يناير كانون الثاني إلى مارس/ آذار، سافر نحو 70 ألف هندي إلى البلاد، أي ضعف عدد المصطافين الهنود الذين سافروا إلى الجزر في عام 2020 بأكمله، وفقاً لوزارة السياحة.
وارتفعت تكلفة السفر إلى جزر المالديف من الهند بشكل حاد في أبريل/ نيسان، حيث بدأت الدول في فرض حظر السفر من وإلى الهند.
وقال راجان ميهرا، الرئيس التنفيذي لشركة “Club One Air”، وهي شركة تأجير طيران مقرها الهند، إن أسعار الرحلات الجوية التجارية ارتفعت أكثر من أربعة أضعاف حيث حدت القيود الدولية من خيارات السفر.
وأضاف ميهرا أن بعض الأفراد دفعوا أكثر من 65 ألف دولار مقابل تذكرة ذهاب فقط لرحلة مستأجرة إلى جزر المالديف في أبريل/ نيسان.
وفي الأسابيع الأولى من شهر أبريل/ نيسان، نشر العديد من نجوم بوليوود صوراً للشواطئ المشمسة ولقطات لقضاء العطلات على وسائل التواصل الاجتماعي، مما أغضب الجمهور الهندي وشخصيات صناعة السينما الذين اتهموهم بالتباهي بثرواتهم في وقت صعب للعديد من الهنود الفقراء.
فيروس كورونا ينتشر بين البلدان المجاورة للهند
يعتمد اقتصاد جزر المالديف بشكل كبير على السياحة، وقبل الجائحة استقبلت الجزر 1.7 مليون زائر في عام 2019.
وانخفضت الأرقام إلى ما يزيد قليلاً عن نصف مليون في عام 2020، وكانت البلاد حريصة على تمييز نفسها كواحدة من الملاذات الفاخرة القليلة المتاحة وسط انتشار الجائحة في جميع أنحاء العالم.
وبينما أغلقت العديد من الوجهات الأخرى حدودها، اختارت جزر المالديف إعادة فتح أبوابها بالكامل أمام المسافرين من أي بلد في يوليو/ تموز 2020.
وفي أبريل/ نيسان من هذا العام، أعلن المسؤولون عن خطط لتقديم التطعيمات للسياح عند وصولهم، بمجرد أن يتلقى جميع سكان جزر المالديف اللقاحات. وحتى الآن، حصل حوالي 25% من السكان المحليين على التطعيم بالكامل
.وبحلول مايو/ أيار، بدأت جزر المالديف تفرض قيوداً جديدة، إذ طُلب من جميع الوافدين الجدد إظهار دليل على نتيجة فحص “كوفيد-19 “سلبي تم إجراؤه في غضون 96 ساعة من مغادرة بلدانهم. بعد ذلك، سُمح للزوار من جنوب آسيا بالبقاء في الجزر المأهولة فقط.
وجزر المالديف ليست المكان الوحيد في آسيا الذي يقاتل عودة “كوفيد-19″، إذ تم ربط تفشي المرض في الهند بارتفاع الإصابات في العديد من البلدان المجاورة، حيث تم الإبلاغ عن العديد من حالات الإصابة بفيروس متحور تم اكتشافه لأول مرة في الهند.
وارتفعت حالات الإصابة بالعدوى بشكل كبير في نيبال شمالاً وسريلانكا جنوباً، ولا يقتصر الأمر على جيران الهند فحسب، بل في أماكن أبعد في جنوب شرق آسيا، ترتفع أعداد الحالات أيضاً في تايلاند وكمبوديا وإندونيسيا.
وشكّل الانتشار السريع للفيروس ضغطاً هائلاً على الأنظمة الصحية والإمدادات الطبية في البلدان، حيث طالب البعض بالمساعدة الدولية.
ولكن هناك عدد قليل من البلدان في المنطقة التي لم تتأثر نسبياً بالموجة الثانية للهند، ولا تزال مفتوحة أمام الزوار.
وأشار ميهرا إلى أن القيود المفروضة على جزر المالديف تعني أن العديد من الأثرياء الهنود يبحثون الآن عن ملاذ في مكان آخر، ودبي تبرز كوجهة بديلة رئيسية، مع زيادة الحجوزات بنسبة تصل إلى 10% خلال الأسابيع الأخيرة.
وأضاف ميهرا أنه بغض النظر عن حظر السفر في جزر المالديف، فإن قيود الطيران المماثلة من دول أخرى قد تؤدي أيضاً إلى زيادة حركة السياح إلى دبي.