وسط تفشي فيروس كورونا المستجد، اضطر العديد من الأشخاص إلى اتخاذ قرارات كبيرة تتعلق بخطط سفرهم القادمة.
ورغم ذلك، إلا أن عمليات الإغلاق والقيود المفروضة على السفر تعني أن الكثير من هذه الخيارات قد تم اتخاذها بالنيابة عن أنفسنا في غالب الأحيان.
ولكن، يبدو أن عدداً كبيراً من الأثرياء، قد قرر التوجه إلى السفر على متن يخت فاخر.
وارتفعت المبيعات خلال الأشهر القليلة الماضية، حيث يبذل الأثرياء قصارى جهدهم للهروب من الفوضى والغموض الناجم عن فيروس كورونا.
وفي الواقع، أُنفق أكثر من مليار دولار على اليخوت الفاخرة هذا العام حتى الآن، وتُعتبر سفينة مؤسس أمازون، جيف بيزوس، واحدة من أغلى السفن التي تقدر بنحو 500 مليون دولار.
ولكن، إذا كنت من بين الأشخاص الذين يمكنهم بالفعل شراء أحد هذه اليخوت الفاخرة، فاستعد لإنفاق المزيد من الأموال.
ولن يكلفك شراء اليخت مبلغاً مالياً يصل إلى ملايين الدولارات فحسب، بل من المرجح أن ينفق المالكون ما لا يقل عن 10٪ من قيمته على التكلفة السنوية لصيانة اليخوت وتشغيلها، وفقاً لتقرير صادر عن شركة “تاورجيت” للتأمين ومقرها المملكة المتحدة.
وهذا يعني أن مالك يخت يُعرف باسم “عزام”، وهو أحد أكبر اليخوت الفاخرة التي بُنيت على الإطلاق، قد ينفق ما يزيد عن 60 مليون دولار للصيانة والتشغيل كل عام.
ويُذكر أن هناك إشاعات تقول إن قيمة شراء اليخت قد وصلت إلى حوالي 605 مليون دولار.
عمل مكلف
وفي حديثه ، يقدّر روبرت كونور من شركة “Luxury Yacht Group” تكلفة يخت فاخر يبلغ ارتفاعه حوالي 150 قدماً بمليوني دولار سنوياً أو ما يقارب الـ 200 ألف دولار أسبوعياً لتشغيله.
ويقول كونور إن فاتورة الوقود الخاصة باليخت الكبير، الذي يسافر من البحر الكاريبي إلى فرنسا، قد تصل إلى حوالي 70 ألف دولار.
ولكن، أين يذهب كل المال؟ حسناً، هناك تكاليف واضحة يجب مراعاتها مثل الوقود، والمرسى، وتأمين القوارب وصيانتها.
وتقدر جوليا سكوبتسوفا، وهي مؤسسة شركة “Smart Yachts”، أن تكلفة التأمين على يخت بطول 50 متراً، تبلغ حوالي 73 ألف دولار، بينما أن تكاليف الوقود يمكن أن تصل إلى 825 ألف دولار في العام، اعتماداً على المسافة التي يسافرها.
ورغم ذلك، إلا أن هذه النفقات يتخذها أصحاب البخوت في عين الاعتبار بشكل مسبق.
ومن المرجح أن ينفق مالك اليخوت الفاخرة حوالي 860,850 دولاراً سنوياً على رواتب عمال يخت، يبلغ طوله 150 قدماً، وفقاً لحساب التكلفة عبر الإنترنت من مجموعة “Luxury Yacht Group”.
ويقدر كونور أن تكاليف الطاقم تمثل ما يتراوح بين 42٪ و48٪ من النفقات السنوية لمعظم اليخوت، مع إدراج الرواتب والتأمين الغذائي والزي الرسمي، بالإضافة إلى الدورات التدريبية حول كل شيء من النبيذ إلى الصيد.
وبحسب ما ذكره كونور، يمكن أن تكون محاولة خفض تكاليف الموظفين خطوة جيدة، ويمكن أن ينتهي بها الأمر إلى التسبب بصداع غير ضروري.
ونوه كونور إلى ضرورة توظيف قبطان بخبرة، حتى يعمل القارب بشكل جيد.
وبالطبع، لا يمكنك الحصول على ذلك مقابل ثمن بسيط.
ويمكن أن يكسب قبطان سفينة يبلغ طولها 150 قدماً ما يصل إلى 192 ألف دولار سنوياً، في حين أنه قد يتقاضي راتباً قدره 34,500 دولار.
ويجب أيضاً أخذ سعر عمليات التفتيش السنوية في عين الاعتبار، مع إجراء المزيد من المسوحات التفصيلية المطلوبة كل سنتين ونصف وخمس سنوات.
ويقول كونور: “يمكن أن تصل بعض هذه الاستطلاعات إلى مئات الآلاف لاستكمالها، كما يمكن أن تكون تكلفة الإصلاحات مضاعفة لذلك”.
ويعد التنقل عبر الحدود أمراً مكلفاً بسبب جميع الأعمال الورقية، في حين أن تكاليف الإرساء مهمة جداً أيضاً.
ويمكن لبعض الموانئ الأغلى ثمناً، مثل مرسى “كابري” و”دي بورتو شيرفو” في سردينيا، أن تتقاضى ما يصل إلى 3,675 دولاراً يومياً خلال موسم الذروة.
وبالطبع، تتواجد اليخوت على البحر لبضعة أشهر فقط في السنة، ما يعني أنها تقضي بقية وقتها على الميناء.
وأوضحت شركة “تاورجيت للتأمين” أن رسوم رسو القوارب الكبيرة يمكن أن تصل إلى 350 ألف دولار.
ويُذكر أن المالكين يستطيعون تعويض بعض هذه التكاليف عن طريق تأجير يخوتهم الخاصة.
وأوضح كونور أن حوالي 12 أسبوعاً من الاستئجار، يمكن أن يمثل تكلفة التشغيل السنوية لمعظم اليخوت.
وقال: “مقابل كل أسبوع تستخدمه كمالك خاص، فإنك تأمل في تأجيره لمدة أسبوع واحد شهرياً حتى تتمكن من تحقيق التعادل”.
وتشير الأرقام من “BOAT Pro” إلى أن المبيعات خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2021 قد ارتفعت بنسبة 46٪ مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وفي الواقع، ازدادت تساؤلات الناس حول أسعار اليخوت بشكل ملحوظ هذا العام.
وقال رافائيل سولو، الرئيس التنفيذي لشركة “Fraser Yachts”، لمجلة “Boat International”، مؤخراً: “في المحادثات التي نجريها مع المشترين لدينا، فكر الكثير منذ سنوات في شراء يخت في يوم من الأيام”.
وأضاف: “لكن أحداث عام 2020 قد جعلت الكثير من الناس يدركون أن اليوم المناسب لشراء قارب هو اليوم”.
ويعتبر كونور أن قضاء عطلتك على متن يخت فاخر هي تجربة لا يمكن الحصول عليها في أي مكان آخر.
وتشارك سكوبتسوفا هذا الشعور، مؤكدة أن تكاليف التشغيل المرتفعة تستحق “فرصة الاستمتاع بحياتك على متن إحدى هذه السفن الرائعة”.
وقالت سكوبتسوفا : “بعد النظر في التكلفة التشغيلية لطائرة أو طائرة هليكوبتر، تبدو نفقات اليخوت عادلة”.
وأضافت: “أخبرني أصحاب الطائرات مرات عديدة أن نفقات اليخت رخيصة”.