تطلب الأمر حوالي 90 يوماً حتى تصل الولايات المتحدة إلى مليوني حالة إصابة بفيروس كورونا في عام 2020. لكن الأمر استغرق 10 أيام فقط للوصول إلى 2.2 مليون حالة في عام 2021، بحسب بيانات من جامعة “جونز هوبكنز”.
وتستمر أعداد الإصابات الجديدة في تزايد، خاصة مع دخول الناس إلى المستشفيات وارتفاع عدد الوفيات. وقال الطبيب أشيش جها، وهو عميد كلية الصحة العامة بجامعة براون: “نحن في وضع صعب”.
وأضاف: “نحن نعرف كيفية إبطاء انتشار الفيروس، نحتاج إلى الالتزام بأقنعة الوجه، ونحتاج إلى بقاء الناس في منازلها وتجنب أي تجمعات داخلية”.
لكن يقول المسؤولون إن العديد من الأمريكيين فعلوا عكس ذلك خلال إجازاتهم، حيث تجمعوا مع أصدقائهم وعائلاتهم الممتدة، فأصبحت العواقب الآن أكثر وضوحاً لدى النظر إلى المستشفيات المكتظة بجميع أنحاء البلاد.
وتيرة أكثر فتكاً من عام 2020
وأُبلغ عن أكثر من 27 ألف حالة وفاة جديدة بسبب “كوفيد-19″، خلال الأيام العشرة الأولى فقط من عام 2021، وفقاً لبيانات من “جونز هوبكنز”.
وبهذا المعدل، يمكن أن يموت عدد أكبر من الأشخاص بسبب “كوفيد-19” في يناير/ كانون الثاني، أكثر من أي شهر آخر، في ظل الوباء.
وسجل شهر ديسمبر/ كانون الأول رقماً قياسياً بلغ 77,431 حالة وفاة بسبب “كوفيد-19”.
وعانت الولايات المتحدة، يوم السبت، من 3,655 حالة وفاة جديدة بـ”كوفيد-19″، إلى جانب 269,623 إصابة جديدة، وفقاً لجامعة “جونز هوبكنز”.
وقال جو ك. جيرالد، وهو أستاذ مساعد في كلية زوكرمان للصحة العامة بجامعة أريزونا، إن الأزمة ستزداد سوءاً في ولاية أريزونا الأمريكية المتضررة بشدة.
وكتب جيرالد: “يجب أن نتوقع تسجيل أرقام قياسية جديدة للحالات، ودخول المستشفيات، والوفيات خلال الأسابيع المقبلة. هناك حاجة ماسة لاتخاذ إجراءات سياسية للتخفيف من أسوأ النتائج الممكنة”.
وأعرب عن شعوره بالقلق حول السلالة الجديدة لفيروس كورونا، وهي أكثر قابلية للانتقال، حيث اكتشفت لأول مرة في المملكة المتحدة، وانتشرت إلى ما لا يقل عن 8 ولايات أمريكية، وهي: كاليفورنيا، وكولورادو، وكونيتيكت، وفلوريدا، وجورجيا، وبنسلفانيا، وتكساس.
وكان يوم الخميس هو اليوم الأول الذي أبلغت فيه الولايات المتحدة عن أكثر من 4 آلاف حالة وفاة جديدة بـ”كوفيد-19″ في يوم واحد.
وبالطبع، قد يزداد الأمر سوءاً مع امتلاء المزيد من المستشفيات.
وقال مدير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إن أعمال الشغب الأخيرة في مبنى الكابيتول الأمريكي يمكن أن تؤدي إلى “انتشار كبير” للفيروس في جميع أنحاء البلاد.
وأوضح الدكتور روبرت ريدفيلد لمجموعة صحيفة ماكلاتشي: “كان هناك أشخاص لا يضعون أقنعة الوجه، ولم يلتزموا بقوانين التباعد الاجتماعي”.
وأضاف: “ثم استقل هؤلاء الأفراد جميعاً سيارات، وقطارات، وطائرات متوجهة إلى ديارهم في جميع أنحاء البلاد الآن”.
“أخطر أوقاتنا”
وقال حاكم ولاية كنتاكي، آندي بيشير، إن ولايته تشهد “زيادة حقيقية وكبيرة في عدد الحالات، ويأتي معدل الإصابات الإيجابية من التجمعات خلال العطلات”.
وأضاف: “هذه الطفرة التي نعيشها هي على الأقل ضعف معدل الزيادات السابقة التي شهدناها.. هذا هو أخطر أوقاتنا”.
ويزداد عدد دخول الأشخاص إلى المستشفيات في ولاية تكساس، حيث أبلغ عن عدد قياسي لمرضى “كوفيد-19” في اليوم السابع على التوالي. ودخل على الأقل 13,935 مريض إلى المستشفى في الولاية، بحسب وزارة ولاية تكساس للخدمات الصحية.
وكان هناك 7,497 مريض بفيرس كورونا في مستشفيات فلوريدا يوم الأحد، بحسب وكالة إدارة الرعاية الصحية في فلوريدا.
وهذا يزيد بحوالي 3 آلاف مريض عن عدد المرضى الذين تم إدخالهم إلى المستشفى في الولاية منذ حوالي شهر، في 12 ديسمبر/ كانون الأول، عندما أبلغت الوكالة عن 4,343 حالة دخول إلى المستشفى.
وقالت باربرا فيرير، مديرة الصحة العامة في مقاطعة لوس أنجلوس إن “السرعة التي نصل بها إلى مراحل قاتمة لوفيات وحالات كوفيد-19 هي انعكاس مدمر للانتشار الهائل الذي يحدث في جميع أنحاء المقاطعة”.
وأوضحت أن “أفضل طريقة لحماية أنفسنا، وإبطاء انتشار المرض، والتوقف عن إغراق مستشفياتنا، هو التوقف مؤقتاً عن المشاركة في أي أنشطة غير ضرورية”.
وأضافت: “هذا ليس الوقت المناسب للذهاب إلى مركز التسوق أو إلى منزل أحد الأصدقاء لمشاهدة مباراة لكرة السلة أو كرة القدم”.
فريق بايدن يعلن عن خطة لتسريع طرح اللقاح
وأوضحت الدكتورة ميغان راني، وهي محللة طبية ، إن طرح لقاح “كوفيد-19” في البلاد “لا يعمل كما خُطط له”.
ووفقاً لمتحدث باسم فريقه الانتقالي، يهدف الرئيس الأمريكي المنتخب، جو بايدن، إلى إطلاق جميع الجرعات المتاحة تقريباً من لقاحات كورونا، في محاولة لتكثيف جهود إطلاق اللقاح الأمريكي بسرعة.
لكن، قد يكون الأمر محفوفاً بالمخاطر، لأن لقاحات “فايزر/ بايو إن تك” و”مودرنا” تتطلب جرعتين تفصل بينهما أسابيع لتكون فعالة بنسبة 95%. ولم يتم تكثيف جهود تصنيع اللقاح بالسرعة التي كان يأملها العديد من الخبراء.
وقالت الدكتورة سيلين غوندر، وهي عضو المجلس الاستشاري لمكافحة كورونا التابع لبايدن، ، يوم السبت، إن الخطة الجديدة تهدف إلى “الحصول على الجرعات في أسرع وقت ممكن” وتبسيط عملية التوزيع.
ولا يزال يتعين على الأشخاص التخطيط لتلقي الجرعة الثانية من “فايزر” بعد 21 يوماً من الجرعة الأولى، ولقاح “مودرنا” بعد 28 يوماً من الجرعة الأولى.
وأوضحت غوندر: “طالما أنه لا يوجد أي خلل في عملية التصنيع، فنحن على ثقة من أن إمداد اللقاح سيكون متاحاً عندما يعود الناس لتلقي جرعتهم الثانية”.