كجزء من البحث عن متغيرات فيروس كورونا الجديدة، أظهرت قاعدة بيانات دولية أن الولايات المتحدة تحتل المرتبة 61 في مدى سرعة جمع عينات الفيروس من المرضى، وتحليلها، ونشرها عبر الإنترنت.
وتعالج البلدان ذات الموارد الأقل بكثير، بما في ذلك بنغلاديش، وسريلانكا، وسورينام، العينات بسرعة أكبر مما تفعله الولايات المتحدة.
وقال عالم فيروسات في كلية “بايلور” للطب، الدكتور بيتر هوتيز إن “الأمر مثير للشفقة”.
ويبلغ متوسط عدد الأيام من وقت جمع العينة من أنف المريض حتى وقت نشر تسلسلها الجيني على “GISAID”، وهي مبادرة مستقلة لمشاركة البيانات، 85 يوماً، وفقاً لتحليل بيانات “GISAID” بواسطة معهد “برود” التابع لهارفارد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.
وقال هوتيز: “بحلول الوقت الذي تنتظر فيه لأيام (85 يوماً)، يمكن أن ينتقل التسلسل من كونه متغيراً نادراً ليشكل نصف الفيروس المنتشر في مجموعة سكانية”.
ويُعد التسلسل الجيني مفتاح البحث عن طفرات جديدة.
وعندما يمر وقت طويل قبل نشر التسلسل، يمكن أن يُصعب ذلك على العلماء تحديد طفرة جديدة، وتحذير العالم منها، واتخاذ الخطوات المناسبة للسيطرة عليها.
وتستغرق المملكة المتحدة، وهي إحدى أسرع الدول في نشر التسلسل الجيني، 24 يوماً.
وقال مسؤول في مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها “CDC” إن بطء “GISAID” الذي تم الإبلاغ عنه “مضلل”، ولكن “التوقيت هو شيء سنعمل على تحسينه”.
وفي الولايات المتحدة، تقدم المختبرات في مراكز السيطرة على الأمراض، وإدارات الصحة الحكومية، والشركات الخاصة، والجامعات التسلسلات إلى “GISAID”.
وتعرضت الولايات المتحدة للانتقادات، ليس لتأخرها فقط، بل لتسجيل عدد قليل جداً من التسلسلات الجينية لعينات الفيروس عند الأخذ بعين الاعتبار مدى تفشي الفيروس في البلاد.
وقامت الولايات المتحدة بتعيين ونشر عينات من حوالي 70 ألف شخص يعانون من “كوفيد-19″، وفقاً لـ”GISAID”.
ومع ذلك، فإن الولايات المتحدة لديها حالات إصابة بفيروس كورونا أكثر بكثير من أي دولة أخرى، مع وجود أكثر من 22 مليون حالة.
ولدى الهند ثاني أعلى رقم، بحوالي نصف ذلك العدد.
وعند النظر إلى التسلسلات الجينية التي نُشرت مقارنةً بعدد الحالات في البلاد، فإن الولايات المتحدة تُعتبر مقصرة.
وتم نشر 2.8 تسلسل جيني لكل ألف حالة، ويجعلها ذلك متخلفةً عن 34 دولة أخرى، وفقًا لبيانات “GISAID”.
وفي نهاية العام الماضي، كانت الولايات المتحدة تسجل التسلسل الجيني لحوالي 3 آلاف عينة في الأسبوع.
وفي بداية هذا العام، وضعت مراكز السيطرة على الأمراض هدفاً لزيادة هذا العدد في غضون أسبوعين إلى 6،500 عينة في الأسبوع يتم نشرها من قبل المختبرات الأمريكية.
وفي الأسبوع بين 2 إلى 8 يناير/كانون الثاني، سجلت مختبرات في الولايات المتحدة تسلسل 10،619 عينة، وفقاً لما ذكره مدير مكتب الكشف الجزيئي المتقدم في المركز الوطني للأمراض المعدية الناشئة والحيوانية التابعة لـ”CDC”، الدكتور جريجوري أرمسترونج.
ومع ذلك، أشار أرمسترونج إلى أن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها لا يمكنها الحصول على الفضل لمعظم ذلك الجهد على الأرجح، وأن 1،001 فقط من العينات كانت من الأسابيع الأربعة السابقة.