أعلنت إدارة الآثار في متاحف قطر، الثلاثاء، عن كشف أثري جديد في مدافن العسيلة، وهي واحدة من أقدم المواقع التاريخية في البلاد.
وفي بيان، ذكرت متاحف قطر أن التنقيب المبدئي كان في إحدى المقابر التي يعود تاريخها إلى الفترة ما بين العامين 300 قبل الميلاد و300 ميلادي، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء القطرية “قنا”.
اكتشاف “فريد من نوعه”
ورغم سرقة المقابر في العصور القديمة، إلا أن فريق من إدارة الآثار تمكن من اكتشاف بقايا لشخصيات مهمة دفنت في مقابر واسعة بنيت بعناية في قمة تل، بحسب ما ذكرت “قنا”.
ودفنت معهم أيضاً بعضاً من مقتنياتهم الخاصة مثل سيف، وبعض الأدوات المعدنية، بالإضافة إلى أقراط ذهبية.
وكشف التنقيب أيضاً عن هيكل عظمي لإبل وصغيرها دُفنا كقربان في غرفة حجرية متصلة بإحدى المقابر البشرية.
ودفنت الإبل في وضع الراحة الطبيعية مع ثني أرجلها تحت جسمها، ويُشير ذلك إلى أنها اُقتيدت إلى حفرة الدفن، ثم ذُبحت مع صغيرها.
وأوضحت “قنا” أن من شأن هذا الاكتشاف تقديم معلومات جديدة حول تربية الإبل واستخداماتها، وحول الطقوس المُتبعة في شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام أيضاً.
وأشارت “قنا” إلى أن البقايا البشرية ستخضع لتحليلات أنثروبولوجية وجزيئية متقدمة، بما في ذلك دراسة المواد الوراثية القديمة.
وتهدف تلك العملية إلى فهم جوانب مختلفة مثل أنماط الهجرة، والعادات الغذائية، للأشخاص الذين عاشوا في هذه المنطقة قديماً.
وتعليقاً على هذا الاكتشاف، قال مدير إدارة الآثار في متاحف قطر، فيصل النعيمي: “يأتي عملنا في موقع العسيلة في إطار خطة منهجية مستمرة منذ أعوام للكشف عن آلاف المدافن في مختلف أنحاء قطر بهدف تكوين تصور عام عن طبيعة حياة السكان الذين استوطنوا هذه المنطقة في العصور القديمة”.
وأضاف النعيمي: “ستساهم الآثار التي اكتشفناها، بعد خضوعها لتحليلات دقيقة ومتطورة، في تحقيق هذا الهدف الذي ينسجم مع غايتنا الكبرى، وهي الحفاظ على التراث القطري، واكتشافه، وتوثيقه، وربطه بحاضرنا الذي نعيشه”.