عند زيارة سلطنة عُمان، يجب ألا تفوتك فرصة الاستمتاع بوجبة “الشوا” التي من شأنها أن تذوب في فمك، بسبب الطريقة الفريدة التي تُطهى بها تحت الأرض.
ويُعد المطبخ العماني غنياً بالنكهات، وما يميزه هو تضمنه على مختلف الأطباق التي تُحضر وتُقدم في مناسبات خاصة فقط، تماماً مثل طبق الشوا، وفقاً لما ذكره الشيف المساعد في منتجع “The Chedi Muscat”، زياد محمد رمضان البلوشي، في مقابلة
قد تضطر الانتظار ليومين في بعض الأحيان
وعادةً، يتكون هذا الطبق من بقرة أو عنزة كاملة متبلة، وهي تُشوى تحت الأرض لمدة 24 ساعة.
وفي الماضي، كانت قرية بأكملها تشارك فرناً موجوداً تحت الأرض، وهو عبارة عن تجويف محفور في الأرض يُشوى فيه اللحم بعد إغلاقه، وفقاً لما قاله البلوشي.
وأضاف العماني: “كانت كل أسرة تحضر اللحوم، وتتبلها، لنقوم بالشواء معاً في الفرن المشترك”.
ويُحضر هذا الطبق المميز من أجل احتفالات العيد، والتجمعات العائلية الخاصة.
ورغم أن طريقة تحضير هذا الطبق معقدة، بحسب البلوشي، إلا أن النتيجة التي يسيل فيها اللعاب تستحق العناء.
وأشار البلوشي إلى أن وصفة هذا الطبق تختلف من منطقة إلى أخرى في سلطنة عُمان، ولكل عائلة وصفة خاصة تنتقل عبر الأجيال.
وهناك 3 عناصر يحتاج المرء غليها لتحضير طبق “شوا” عماني أصيل، والأولى هي فرن موجود تحت الأرض.
ويعمل هذا العنصر على حبس الدخان والحرارة، ما يجعل اللحم طرياً للغاية.
وأما العنصر الثاني، فهو خشب السمر الذي “يمد اللحم بطعم ورائحة جريئين”، بحسب تعبير البلوشي.
وأما العنصر الثالث، فهو مزيج من التوابل الذي يختلف من عائلة إلى أخرى.
ويُنقع اللحم في خلطة توابل تتضمن عادةً الفلفل الأحمر، والكزبرة، والكمون، والهيل، والثوم، وتمزج الخلطة مع الخل.
وتُلف قطع اللحم بأوراق الموز، ثم تُحرق قطع كبيرة من خشب السمر داخل الحفرة لتكوين الفحم الساخن الذي سيُطبخ مع اللحم.
وقال العماني: “يربط وقت الطهي الطويل بين جميع العناصر الثلاثة، وهو يمنح الشوا نكهة فريدة، وقواماً طرياً”.
ورغم أن اللحم يُطهى لـ24 ساعة في بعض القرى، إلا أن بعض القرى الأخرى تعتقد أن مذاقه سيكون أفضل بعد طهيه لـ48 ساعة.
وفي “The Chedi Muscat”، يطهو البلوشي الشوا في حفرة يبلغ عمقها 6 أقدام (حوالي 1.8 متر).
وبعد عملية الطهي المعقدة، يستطيع المرء الاستمتاع بقطع لحم لذيذة وغنية بالنكهة، إذ يتميز اللحم بكونه “طرياً جداً إلى درجة أنه يسقط من العظم”، وفقاً لما قاله البلوشي.
وفي بعض الأحيان، تتشكل طبقة مقرمشة على الأطراف، ما يُضيف المزيد من النكهة.
ويستمتع البلوشي برؤية ردود فعل زوار سلطنة عمان عندما يتذوقون طبق “الشوا” لأول مرة، إذ قال: “إنهم دائماً يندهشون من مستوى نعومة ولذة اللحم، وهو لا يشبه أي شيء قاموا بتجربته من قبل”.