يخطط المصور الفوتوغرافي سيمون وان تشي تشونغ البالغ من العمر 45 عامًا، والذي تحيط به الصور والخرائط، لمغامرته العظيمة القادمة في هونغ كونغ.
ولا ينوي وان قضاء عطلة نهاية الأسبوع فقط، بل سيصعد إلى كل قمة في هونغ كونغ، في رحلة واحدة.
ولن تكون محاولته الأولى أيضاً، إذ قام بالمحاولة عدة مرات خلال العقدين الماضيين.
ولا توجد قائمة واحدة نهائية توضح العدد الدقيق للقمم في هونغ كونغ، لذلك صاغ وان طريقه الخاص بناءً على مصادر مختلفة، بالإضافة إلى بحثه الخاص عن خرائط طبوغرافيا هونغ كونغ الرسمية.
وتزعم مصادر غير رسمية أن هناك ما بين 121 و161 قمة على ارتفاع 300 متر، تمتد على أكثر من 12 مجموعة من سلاسل التلال، ولكن بحسب إحصاءات وان، هناك 148 تلة.
وشرع في محاولته الأولى لصعودها جميعاً في عام 2003. ولكن في اليوم التاسع، كان على قمة نيدل هيل الذي يبلغ ارتفاعه 522 متراً يعاني من التواء في الكاحل، وهي إصابة تعرض لها في اليوم الثاني، واتصل بصديقه الطبيب، ليأتي ويعالجه.
ولكن حالته لم تتحسن، إذ أن الأيام الإضافية للتنزه والتخييم أدت إلى تفاقم الألم في كاحله.
وقال “كنت صغيراً ومتعجرفًا ، وأريد إثبات أنني أستطيع فعل كل شيء، وانتهى بي الأمر بإيذاء نفسي”.
ولكن لقاء مع زميل له في رياضة المشي لمسافات طويلة، رجل كبير السن قابله في وقت سابق من ذلك الصباح، أعطى وان منظوراً جديداً. وعندما وصل الصديقان إلى القمة، نظرا إلى مشهد التلال أمامها.
ويتذكر وان أن ذلك الشخص تعجب عندما سمع عن مهمته لتسلق جميع قمم هونغ كونغ.
ويتابع وان :”أعطاني شريحة من الخبز وقال لي: أيها الشاب، ستحتاج إلى هذا أكثر مني”. وقد كانت بادرة بسيطة، ولكنها أوقفت وان عن الشعور بالشفقة على نفسه.
وأضاف: “تخليت عن غطرستي، وشعرت بالتواضع أمام الجبال”.
وبقلب حزين وكاحل منتفخ، قرر أن يوقف رحلته. وعاد وان إلى المنزل ليعالج قدمه لمدة ثلاثة أسابيع، ثم أنهى تسلق القمم الأخرى الـ 148 ضمن قائمته بعد بضعة أسابيع.
“هونغ كونغ مدينة مخفية في البرية”
وبالإضافة إلى تلالها الـ 148، تُعد هونغ كونغ أيضًا موطنًا لأكثر من 100 مجموعة من الجزر تتكون من أكثر من 250 جزيرة فردية.
ويدعي وان أنه أحد الأشخاص القلائل الذين زاروا كل واحد منها، قائلاً إنه “لطالما أراد أن يصبح مغامرًا”.
وبعد أن أمضى سنوات في الدراسة في المملكة المتحدة، أدرك وان أنه لا يعرف طبيعة هونغ كونغ جيداً.
وعندها خطرت له فكرة استكشاف جميع التلال دفعة واحدة.
وشرع وان حاملاً حقيبة ثنائية وكاميرا تصوير في خوض سلسلة من “الرحلات الاستكشافية”. وبعد عشر سنوات من رحلته الأولى عبر جبال هونغ كونغ في عام 2003، كرًر الرحلة في عام 2013.
ولكن هذه المرة، كان جدوله أكثر صرامة، لذا اختار صعود القمم التي لا يقل ارتفاعها عن 300 متر.
وقام برحلة من 26 إلى 30 كيلومترًا، أو 11 إلى 12 ساعة، يوميًا، ووصل إلى 134 قمة خلال 19 يوماً، وقام بالتخييم في أجزاء مختلفة من هونغ كونغ على طول الطريق.
وقد أطلق وان على أعماله التصويرية لهذه الرحلات عنوان “ما بعد التحضر”.
وفي عام 2015، سافر وان إلى 107 مجموعة من الجزر غير المأهولة، بواسطة الزورق، خلال 11 يوماً.
ويرى أنه في هذه الأيام، يعرف المسافرون وجهتهم قبل ركوب الطائرة، ويقومون مسبقاً بتحضير محل إقامتهم هناك، ويشاهدون الصور عبر الإنترنت. بينما خلال رحلاته، قام وان بزيارة أماكن لم يسمع بها من قبل، إذ لا تتوفر الكثير من المعلومات حول تلك الأماكن على الإنترنت.
ويقول وان :”اتضح أنني لست بحاجة لزيارة جبل إيفرست أو أي بلد أجنبي لأجد الإثارة والسعادة للاستكشافات والمغامرات”.
وتعد أسماء الجبال والجزر غير مألوفة لمعظم سكان هونغ كونغ.
وتعرف وان على تاريخ أب تشاو، وهي جزيرة وعرة في الجزء الشمالي الشرقي من هونغ كونغ، خلال جولة مرتجلة من قروي متقاعد، وجد وان نائماً على الرصيف ذات صباح.
وقام وان بزيارة الصفيحة التذكارية لكوينتين روزفلت الثاني، حفيد ثيودور روزفلت، في جزيرة بازلت، حيث قُتل روزفلت في حادث تحطم طائرة عام 1948.وهو جزء من تاريخ المدينة لم يكتب في العديد من الكتب المدرسية.
ولدى وان الكثير من النصائح لأولئك الذين يريدون البدء في استكشاف المساحات البرية في هونغ كونغ أيضاً.
ويقول: “سواء كنت تتسلق شلالًا أو تتنزه للترفيه، فهناك دائماً طريقاً لك ومعظم مسارات التنزه مرصوفة جيداً بالعلامات والمرافق على طول الطريق، لذا فهي للجميع”.