يشهد العالم تطوراً تكنولوجياً سريعاً في مختلف القطاعات، بما في ذلك التعليم، إذ من المتوقع أن ينمو الاستثمار العالمي في تكنولوجيا التعليم بنسبة 15% في عام 2021.
وأصبحت تكنولوجيا التعليم في ظل جائحة فيروس كورونا ضرورة وليست مجرد خيار.
وبرزت مؤخراً الكثير المبادرات في منطقة الشرق الأوسط ودول الخليج لتحسين مستوى التعليم عن طريق دمجه بالتكنولوجيا.
واستبدل الطلاب من جميع أنحاء العالم على مرَ عام، فصولهم الدراسية بركن صغير في منزلهم خُصص للدراسة، بهدف التكيف مع الواقع الجديد بظل إغلاق المدارس بسبب انتشار فيروس كورونا.
ما مدى أهمية تكنولوجيا التعليم في دول الخليج؟
وقال مدير الابتكار والتعلم المستقبلي في شركة “GEMS Education” التعليمية، روهان روبرتس إن تكنولوجيا المعلومات ستلعب دوراً أكبر في مستقبل التعليم أكثر من أي وقتٍ مضى، وذلك عند النظر إلى الواقع الجديد لما بعد الجائحة الذي نجد أنفسنا فيه الآن.
وأضاف روبرتس، وهو مستشار في مجال تكنولوجيا التعليم، ورائد أعمال أيضاً أن “تكنولوجيا التعليم تلعب دوراً مهماً في الخطط الحالية، والمستقبلية لمعظم المدارس في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي”.
وبشكل متزايد، شهدت المنطقة استثمارات استراتيجية من قبل المدارس لتوفير معدات خاصة بالعلوم، والتكنولوجيا، والهندسة، والرياضيات، أو ما يُعرف بـ”STEM”، وطابعات ثلاثية الأبعاد، ونظارات الواقع الافتراضي، وأدوات روبوتية للطلبة، بالإضافة إلى زيادة الاهتمام بتزويد الطلبة بمهارات جديدة متعلقة بالمعرفة الرقمية مثل الترميز، والتفكير الحاسوبي.
وتُعد تكنولوجيا التعليم مهمة في دول الخليج بشكل خاص، والتي تحتضن عدداً كبيراً من المدارس الدولية الخاصة بسبب العدد الكبير للوافدين، فضلاً عن بنيتها التحتية الحضرية التي تسهل التركيز على تكنولوجيا التعليم، والتعلَم عن بعد.
وأوضح روبرتس: “تعني قوى السوق، والتوقعات العالية لأولياء الأمور من المدارس الخاصة، أنه سيتعين على المدارس تقديم أحدث وأفضل التقنيات التعليمية لجذب الطلاب والاحتفاظ بهم”، مشيراً إلى أن هناك تحول تدريجي للتركيز على الكفاءات المهمة في العالم الحقيقي، والمهارات القابلة للنقل.
ورأى روبرتس أن التحدي الرئيسي يتمثل في صقل مهارات الآلاف من المعلمين بالمنطقة، وإعادة تدريبهم لاستخدام هذه التقنيات بفصولهم الدراسية.
استمرارية التعليم بوجه جائحة “كوفيد-19”
وقال سيمون هاي وهو المؤسس المشارك، والرئيس التنفيذي في شركة “Firefly Learning” البريطانية، والتي توفر برنامجاً للمدارس لدعم استمرارية التعلم، وخاصة خلال جائحة “كوفيد-19” إن البرنامج “يسهل على المدارس مشاركة المعلومات، وهو يساعد أولياء الأمور في دعم تحصيل الطلبة، ويجعل الجميع منخرطاً في محادثة التعليم دون زيادة العبء على المعلمين، والموظفين”.
وأضاف هاي أنه مع انتقال العديد من المدارس إلى الإنترنت، نتج عن ذلك سلسلة من الصعوبات، إذ تعتمد العديد منها على الكثير من الأنظمة المنفصلة، والمعقدة التي لا تتوافق مع بعضها البعض، موضحاً أن هذا الأمر بالنسبة لأولياء الأمور قد يعني تسجيل الدخول بشكل متكرر، ونسيان كلمات المرور، وخوض تجربة رقمية “تبدو وكأنها قديمة في الحياة العصرية”.
وأضاف هاي أن هذا التحدي ألهم الشركة التي تعمل في دولة الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، وسلطنة عُمان، وقطر، وغيرها من البلدان لتطوير “بوابة الوالدين” في البرنامج، والذي يمنح الأهل “الوضوح الذي يحتاجون إليه لفهم تعليم أطفالهم، والتواصل مع المدرسة عبر هواتفهم أينما كانوا”.
وأكد هاي على أن الجائحة كانت بمثابة “محفز للتغيير”، بعيداً عن أنماط التعليم القديمة.