لا شك في أن عالم الطيران شهد فترة غريبة منذ بداية الجائحة، وبالنسبة للكثيرين، فقد مر أكثر من عام منذ رؤية الجزء الداخلي من مقصورة الطائرة.
وتقدم أحدث نسخة من جوائز “كريستال كابين”، التي تناصر الأفكار الأكثر إبداعاً وإثارة في التصميمات الداخلية للطائرات، لمحةً عما فقدناه وما هو آتٍ.
وتذهب جوائز هذا العام إلى التصاميم التي تتضمن مقصورة المستقبل ذات الاتصال الفائق، والتصميم الداخلي الفاخر للطائرة الكهربائية التي تقصد الركاب.
وتم الإعلان عن القائمة المختصرة في يناير/ كانون الثاني 2020، وكان من المفترض الكشف عن النتائج خلال معرض الطائرات الداخلية، والذي كان من المقرر عقده في الأصل في هامبورغ، ألمانيا في مارس/ آذار 2020.
وعندما اجتاحت جائحة كوفيد-19 شمال أوروبا في الربيع الماضي، تم تعليق هذه الفعالية. وبعد عام تم تكريم المصممين الفائزين أخيراً خلال حفل افتراضي هذا الأسبوع.
وبينما تم اختيار القائمة المختصرة في عصر ما قبل الجائحة، فإن التصاميم الفائزة تكتسب أهمية جديدة في أعقاب جائحة “كوفيد-19”.
وقالت مديرة المشروع في جمعية جائزة “كريستال كابين”، كارمن كراوس-بوسترلينج : “إذا كان الطلب على السفر الجوي سيزداد مرة أخرى، فإن المطلوب الآن هو أفكار مقنعة تلهم الركاب وتمنحهم شعوراً جيداً”.
مناصرة الابتكار
تضمنت القائمة المختصرة الأصلية لجوائز “كريستال كابين” مجموعة من الأفكار المثيرة للاهتمام. وعلى سبيل المثال، تصميم “Flex Lounge” لشركة الهندسة الألمانية “Heinkel Group”، والذي وضع تصوراً لتكوين مرن لصفوف المقاعد في مقصورات الدرجة السياحية.
وتتمثل الفكرة وراء هذا المفهوم في أنه بعد الإقلاع، يمكن للمضيفات إعادة ترتيب صفوف المقاعد بحيث يمكن للركاب الذين يسافرون معاً الجلوس مواجهين بعضهم بعضاً.
ومن بين الفائزين هذا العام طائرة كهربائية مقترحة أطلق عليها اسم “Alice”، والتي فازت عن فئة “مفاهيم المقصورة”.
ووُصفت “Alice”، وهي من أفكار شركة “Eviation Aircraft” الإسرائيلية، بأنها “أول طائرة ركاب كهربائية بحتة” وتتميز بمقصورتها الداخلية المبتكرة، والتي يمكنها نقل ما يصل إلى تسعة ركاب لمسافة 1،000 كيلومتر.
وتغلب تصميم “Alice” على تجربة مقصورة بوينغ 777 أكس وتصميم مقصورة “Upper Class Loft” من قبل خطوط فيرجن أتلانتيك الجوية.
وسيتم ترتيب المقاعد داخل طائرة “Alice” بأسلوب جلوس “متعرج عكسي”، مما يعني أن جميع الركاب سيواجهون النوافذ الكبيرة للطائرة.
وفي فئة “المفاهيم البصيرة”، تم تكريم شركة “إيرباص” لمفهوم مقصورة الجيل القادم “Airspace Cabin Vision 2020”.
ويوفر تصميم المقصورة “Airspace Cabin Vision 2020” مقاعد مرنة و”بيئة ممكّنة رقمياً”، بما في ذلك تفضيلات إمالة المقاعد الاختيارية المبرمجة مسبقاً بالإضافة إلى كبائن الأمتعة العلوية التي تضيء باللون الأحمر أو الأخضر، اعتماداً على ما إذا كانت ممتلئة أو فارغة.
وفي حديثه عن التصميم التكنولوجي في أكتوبر/ تشرين الأول عام 2019، صرح نائب الرئيس للتسويق في شركة إيرباص، إنغو ووجيتزر، أن المفهوم استند إلى فكرة أن “ما تختبره على الأرض، تستمر في تجربته على متن طائرة”.
مستقبل الطيران؟
وضمن فئة “أجهزة راحة الركاب” لهذا العام، كرمت جوائز “كريستال كابين” مقعد الدرجة السياحية “Modulair S”، من تطوير شركة “Safran Seats” بالتعاون مع الجامعة الفرنسية “ENSCI”، الذي صمم لجعل الدرجة السياحية أكثر راحة من خلال الوظائف الإضافية، بما في ذلك دعامة الرقبة وحامل الحاسوب اللوحي.
وتم أيضاً ترشيح مقعد “ROW1” من تصميم المصممة سيارا كروفورد في هذه الفئة، وهو مقعد طائرة يسمح بوضع كرسي متحرك بسلاسة بين صف المقاعد، مما يعزز تجربة طيران يسهل الوصول إليها.
وحازت شركة “Safran Seats” على جائزتين أخريين خلال حفل هذا العام، الأولى لنظام الترفيه على متن الطائرة المزود بتقنية البلوتوث، والذي يسمح للركاب باستخدام سماعات الرأس الشخصية بدلاً من سماعات الرأس المزودة بالطائرة، والثانية لعربة خدمة الطائرة تجمع وتنقل البيانات في الوقت الحقيقي في فئة “أنظمة المقصورة”.
وفي فئة “الجامعة”، جاءت جامعة سينسيناتي في المقدمة بتصميم على طراز “المقهى”، وهو مفهوم يعيد تصور كيفية عمل المسافرين من رجال الأعمال أثناء الرحلة.
لم يتم الإعلان بعد عن فئتي “جائزة اختيار لجنة التحكيم” و”السفر الجوي الآمن والنظيف”، وهما جائزتان أضيفتا في أعقاب الجائحة ومصممتان للتعرف على تأثير “كوفيد-19” على الطيران.
ومن المقرر تقديمها خلال معرض الطائرات الداخلية الذي تأجل وسيقام في هامبورغ في نهاية شهر أغسطس/ آب المقبل.