بعد مرور أكثر من عام على اكتشاف فيروس “كوفيد-19” لأول مرة، انطلقت وأخيراً أول “فقاعة سفر” في آسيا.
وفتحت جزيرتا بالاو وتايوان ممر سفر مُتبادل، ما يسمح لسكان كلا الوجهتين بالسفر ذهاباً وإياباً دون الخضوع للحجر الصحي بشرط اتباع إرشادات معينة.
وانطلقت الفقاعة، التي تسميها بالاو “ممراً معقماً”، في 1 أبريل/نيسان.
وقواعد المشاركة في هذه الفقاعة صارمة.
وكان على المسافرين على متن الرحلة الأولى التواجد في المطار قبل خمس ساعات ونصف من الموعد لكي يتمكنوا من الخضوع لاختبار للكشف عن فيروس كورونا المستجد في الموقع.
وكان من المتوقع أن تصل نتائج اختبار الركاب بحلول الساعة 1:00 ظهراً، وهي المرحلة التي يمكن للركاب فيها الحصول على تصريح للصعود على متن الطائرة.
وليس هذا القيد الوحيد.
ويجب أن ينضم الراغبين في السفر إلى واحدة من بين ستة مجموعات سياحية معتمدة من الحكومة، ويُطلب منهم الالتزام بخطط رحلات صارمة. ولدى الحكومات المعنية قوائم بالمعالم السياحية والفنادق المعتمدة، ويُعد ارتداء الكمامات في الأماكن العامة أمراً إلزامياً.
وتتضمن خطط الرحلات جولات إلى “بحيرة قنديل البحر” الشهيرة في بالاو، وجولة عند حطام السفينة اليابانية في بحيرة “ياماناكا”، وفرص للغطس (وهي تشتمل على دروس للمبتدئين)، وزيارة لمنتزه “Chang Causeway Park”، والذي يُعرف بكونه أصغر حديقة وطنية في العالم، والتجديف بالكاياك، وحمام طيني في “Milky Lake”.
وتبلغ تكلفة الحزمة النموذجية التي تستمر لأربعة أيام 75 ألف دولار تايواني (2،600 دولار)، بينما تبلغ تكلفة الرحلة التي تستمر لخمسة أيام حوالي 95 ألف دولار تايواني (3،300 دولار).
ومع ذلك، إلا أن الجميع ليسوا سعداء بهذا الخبر، أو الآثار المترتبة عليه.
وتعتبر الصين تايوان التي تتمتع بالحكم الذاتي جزءاً من أراضيها، وهي ترفض وبشدة أي ادعاء يخالف ذلك.
ولهذا السبب، هناك 15 دولة ومنطقة فقط، بما في ذلك بالاو، تتمتع بعلاقات دبلوماسية رسمية مع تايوان.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، تشاو ليجيان، في بيان صحفي في 29 مارس/آذار: “أريد أن أؤكد أن مبدأ الصين الواحدة هو معيار مُعترف به للعلاقات الدولية، وهو يحظى بإجماع عالمي توافق عليه، وتتقبله، وتمارسه الغالبية العظمى من دول العالم. والالتزام بمبدأ الصين الواحدة هو اتجاه قلوب الناس”.
حالات منخفضة، ومخاطر قليلة
وقامت الجزيرتان بعمل ممتاز في السيطرة على فيروس “كوفيد-19”.
وسجلت تايوان 1،022 حالة إصابة، وعشر وفيات فقط، بينما لم تسجل بالاو أي وفيات.
وبدأت بالاو، التي تحتضن حوالي 18 ألف شخص، برنامج تطعيم طموح في يناير/كانون الثاني.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2020، انهارت فقاعة كانت مخططة بين سنغافورة وهونغ كونغ في اللحظة الأخيرة عندما ارتفعت حالات الإصابة بفيروس كورونا في المدينة الثانية.
ووفقاً لوسائل الإعلام التايوانية المحلية، تبحث الجزيرة في إنشاء فقاعة مماثلة مع غوام.