يُعد قطاع الطيران في أزمة، مع توجه عالمي نحو خفض انبعاثات الكربون، وجائحة فيروس كورونا التي منعت البعض منا من أن يصعد على متن طائرة أو يعانق أحبائه منذ أكثر من عام.
ويبدو أن إحياء الحلم الذي مات مع تقاعد “كونكورد” منذ ما يقرب من عقدين من الزمن، في البداية، كان بمثابة خيال شنيع.
وحلقت طائرة “كونكورد” البريطانية الفرنسية، وهي واحدة من طائرتين فقط تفوقان سرعة الصوت وتعملان تجارياً، من عام 1969 إلى عام 2003.
وكانت هذه الطائرة باهظة الثمن بشكل مثير للسخرية، حيث تسببت في كارثة بيئية.
واليوم، هناك مجموعة من الشركات الناشئة التي تعمل على مشاريع تفوق سرعة الصوت، من بينها شركة “Boom Supersonic”.
وتحدثنا مع مؤسسها ومديرها التنفيذي، بليك سكول عن طائرة “Overture” التجارية، والتي يطمح بأن تحلق في الجو بحلول عام 2026، إضافة إلى خطط الشركة طويلة الأمد.
كسر حاجز الوقت
ويقول شول في مكالمة فيديو من دنفر ، كولورادو: “إما أن نفشل أو نغير العالم”.
ولم يكن هناك أي سرعة كبيرة في أوقات السفر منذ عصر الطائرات النفاثة في الخمسينيات والستينيات، ويأمل فريقه في تغيير ذلك.
وستستغرق الرحلة من نيويورك إلى لندن حوالي ثلاث ساعات و 15 دقيقة فقط، بينما ستستغرق رحلة من لوس أنجلوس إلى سيدني حوالي ثماني ساعات ونصف.
ويقول شول إن كسر الحاجز الزمني يمكن أن يغير حياة الناس.
وبدوره، يطمح شول أن يتمكن من الوصول إلى أي مكان في العالم، خلال 4 ساعات، ومقابل 100 دولار فقط.. هل هذا أمر معقول؟
وأوضح شول: “الآن سوف يستغرق الأمر منا بعض الوقت للوصول إلى هناك”، وهو هدف بعيد المنال قد يتطلب ذلك جيلين أو ثلاثة أجيال من الطائرات.
وأضاف شول: “نحن نرى أنفسنا ننتقل من حيث توقفت كونكورد، ونصلح أهم الأشياء وهي الاستدامة الاقتصادية والبيئية”.
ويُذكر أن شركات الطيران قد اضطرت أن تقلص من حجم أساطيلها، كما أُجبرت أحياناً على التقاعد المبكر للطائرات ذات الجسم العريض، مثل “بوينغ-777″ و”إيرباص-A380”.
ويقول شول: “ومع تطور الأمور، هناك فرصة لبناء أسطول من طائرات أسرع من الصوت، وهذا يسهل في الواقع اعتمادها”.
خبرة على متن الطائرة
وتتمتع الطائرة الأسرع من الصوت ببعض المزايا الكامنة.. مثلاً إذا كنت لا تريد أن تكون على متن طائرة لأنك تشعر بالقلق بشأن الوباء القادم، فمن الأفضل أن تكون على متن الطائرة لفترة زمنية أقصر.
وتُعد مهمة هذه الطائرة الأساسية أن تكون سريعة بما يكفي لإحداث الفرق.
وأشار شول إلى أنه “بدلاً من أن تدفع لدرجة رجال الأعمال مقابل الحصول على سرير، يمكنك في الواقع أن تستمتع بأفضل سرير بالعالم، وهو موجود في منزلك في الليلة السابقة لمغادرتك”.
انبعاثات الكربون
وبالنسبة للكثيرين، من الصعب التخلص من فكرة أن السفر الأسرع من الصوت يجب أن يكون مكلفاً بطبيعته. ولكن، يقول شول: “يجب أن نتذكر أننا نتحدث عن تقنية الستينيات، لقد تغيرت الكثير من الأشياء”.
وكانت قد تغيرت تماماً طريقة صنع المحركات النفاثة، إذ أنها أكثر هدوءاً وأكثر كفاءة في استهلاك الوقود.
هدف جريء
إذاً، ما مدى واقعية طموح طائرة “Boom Supersonic” طويلة المدى للسفر إلى أي مكان بالعالم في غضون أربع ساعات، مقابل 100 دولار فقط بقيمة العملة اليوم؟
وقال البروفيسور شون أوكيف، خبير صناعة الطيران في جامعة “سيراكيوز” الذي شغل منصب الرئيس السابق لشركة “إيرباص” ووزير البحرية الأمريكية: “إنه هدف جريء!”.
وفي حديثه عن العقبة الرئيسية، أوضح قائلاً: “بخلاف مجرد تحقيق السرعة، فإن ذلك يولد كمية هائلة من الحرارة، ما يعني أن أي محرك تقليدي تضعه سيذوب”.
وأوضح أن ما نحتاجه هو مزيد من التقدم في علم المواد، وهو يعتمد على المزيد من الاختراعات أو الاكتشافات.
وبينما أن ذلك ممكن، يعتقد أوكيف أنه “سيتطلب جيلين أو ثلاثة أجيال من التكنولوجيا والتطوير، وهو ما يعادل حوالي 20 عاماً”.