أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، الثلاثاء، اكتشاف ورشة ضخمة لصناعة الفخار تعود إلى العصر اليوناني الروماني، إضافة إلى مستعمرة سكنية ومجموعة من المقابر المشيدة بالطوب اللبن، بمنطقة تل آثار كوم عزيزة بمحافظة البحيرة.
وأوضح الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، مصطفى وزيري، في بيان أن “هذه الورشة تتضمن مباني أثرية تعود للفترة ما بين القرن الثالث قبل الميلاد وحتى القرن الأول الميلادي”، مشيراً إلى أن البعثة الأثرية المصرية “نجحت في الكشف عن منطقة البلة، ومنطقة التشكيل، ومنطقة التجفيف، وأفران الحرق الخاصة بالورشة”.
ومنطقة البلة هي المنطقة التي يتم بها عجن الصلصال، وخلطه ببعض الإضافات الأخرى لزيادة التجانس بين حبيباته، بينما منطقة التشكيل هي الجزء المخصص لتشكيل وصقل الآنية، وفقاً للبيان.
وفي منطقة التشكيل، تم العثور على بعض الأدوات المستخدمة لهذا الغرض مثل الأدوات المعدنية وأجزاء من عجلة “الفخراني”، وبعض أجزاء من الأواني الطينية التي تم تشكيلها في ذلك الوقت.
أما منطقة التجفيف فهي المساحة التي تتعرض فيها الأواني لأشعة الشمس لأطول فترة ممكنة تمهيدًا لعملية الحرق داخل أفران الحرق لتحويل الأواني إلى فخار.
وأشار رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار، أيمن عشماوي، إلى أن “أفران الحرق ذات فتحات تهوية عليا، وهي مبنية من الطوب الأحمر، ومحاطة بجدران سميكة من الطوب اللبن لتحمل الضغط الناتج عن عملية الحرق”، بحسب البيان.
وقد عُثر في هذه الأفران على “أنابيب الإمداد بالغازات الساخنة وكذلك أنابيب التفريغ للتحكم في درجة الحرارة داخل الفرن، وبقايا أواني فخارية، وأخرى لم تحرق بعد”.
ومن جانبه، قال رئيس البعثة الأثرية الذي اكتشف الورشة، إبراهيم صبحي، إن “البعثة عثرت أيضًا على مستعمرة سكنية، ومنازل من الطوب اللبن بداخلها بعض الأواني الفخارية للأستخدام اليومي، وأفران للطهي، وصوامع التخزين وبعض العملات البرونزية”.
كما عثرت البعثة على “مجموعة من الدفنات والمقابر المشيدة بالطوب اللبن تتضمن بعض الهياكل العظمية دفنت بوضع القرفصاء، وتم تغطيتها بطبقة سميكة من الطمي، وأحيطت ببعض الأواني الجنائزية المصنوعة من الفخار والألباستر والنحاس، مما يرجح أن تلك الدفنات تعود إلى عصر بداية الأسرات”، وفقًا للبيان.
ولفت صبحي إلى أن المصري القديم قام باستيطان تلك المنطقة بداية من العصور التاريخية وحتى العصر الروماني.