بعد مرور حوالي ثلاثة أشهر على تفشي مرض جدري القردة المستمر في الولايات المتحدة، سُجّل أكثر من 12 ألف إصابة والعدد إلى ازدياد.
ورغم الإمداد المتزايد بلقاح Jynneos، والاستراتيجية الجديدة التي يمكن أن تزيد من الإمداد الحالي خمس مرات، لا يوجد دليل على أن الحماية تصل إلى من هم أكثر عرضة للخطر.
وقالت الدكتورة ستيلا سافو، طبيبة الرعاية الأولية لفيروس نقص المناعة البشرية ومؤسسة Just Equity for Health: “إذا فكرت في حقيقة أن هناك كمية محدودة من اللقاحات المتاحة، فيتوجب عليك تحديد المجموعات التي يجب أن تتلقاه أولاً”.
وتابعت: “يجب أن تستهدف العلاجات والموارد المتاحة من هم بأمسّ الحاجة إليها”.
لكن لا يوجد حتى الآن نظرة شاملة على المستوى الوطني لجهة من تلقى اللقاح، أما البيانات المحدودة المتوافرة على مستوى الولاية فليست واعدة.
وبحسب بيانات المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC)، فإن أكثر من نصف حالات جدري القردة في أنحاء البلاد رُصدت بين الهسبان (28٪) وذوي البشرة الداكنة (26٪)، الذين يشكلون حوالي ثلث السكان فقط.
وتعرضت استجابة الصحة العامة لانتقادات خلال تفشي مرض جدري القردة في الولايات المتحدة، مع تبادل اللوم بين الحكومة الفيدرالية والولايات.
وأوضح وزير الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية، كزافييه بيسيرا، الشهر الماضي، أن الحكومة الفيدرالية مستعدة للاستجابة، لكنها تحتاج إلى مزيد من المساعدة من الحكومات المحلية.
وتقوم مراكز مكافحة الأمراض بوضع اللمسات الأخيرة على اتفاقية استخدام البيانات مع الدول، من شأنها أن تكون بمثابة “اتفاق متبادل” لنقل بيانات التطعيم ضد جدري القردة إلى الوكالة من “مصادر مختلفة”.
وتعتبر الاتفاقية ملحقة باتفاقية استخدام بيانات “كوفيد-19″، وستطبق نفس “المتطلبات والأحكام”.
وتشير مسودة اتفاقية استخدام البيانات إلى أن الغرض منها “تعزيز جهود الحكومة الفيدرالية لتطوير صورة شاملة لإدارة لقاح جدري القردة على المستوى الوطني”.
وقد وقعت عليها 54 سلطة قضائية من أصل 61، منذ الأسبوع الماضي.
وبين من ردّوا، قال معظمهم إنّ البيانات لم تكن جاهزة للإصدار، لافتين إلى مخاوف تتعلق بالخصوصية بسبب قلة عدد الأشخاص الذين تم تطعيمهم أو التأخر بمعالجة البيانات الديموغرافية.
وأثار نقص البيانات حول من تلقى لقاح جدري القردة انتباه القادة السياسيين أيضًا.
وخلال الأسبوع الماضي، أرسل النائب الأمريكي، ريتشي توريس، رسائل إلى القادة المحليين في ولايته، نيويورك، إضافة إلى وزارة الصحة والخدمات الإنسانية بأمريكا والمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها، داعيًا إلى نشر البيانات الديموغرافية عن لقاحات جدري القردة.
وأوضحت سافو: “لا يثق الناس بأنّ هذه البيانات التي يتم جمعها لن تُستخدم بطريقة تؤثر عليهم بشكل سلبي.. ومع ذلك، من منظور الصحة العامة، نحتاج إلى هذه البيانات حتى نتمكن من فهم كيفية استهداف الموارد”.