معظم حالات الإصابة بجدري القردة المسجّلة حتى اللحظة، ارتبطت بالنشاط الجنسي، لكنّ الأبحاث التي نشرتها المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC) الأربعاء، تقدم نظرة جديدة حول طرق انتقال الفيروس الأخرى المحتملة.
إذ لاحظ رجلٌ إصابته بآفات، ثم طفح جلدي، بعد حوالي أسبوعين من مشاركته بـ”فعالية كبيرة ومزدحمة أقيمت في الهواء الطلق، حيث اختلط بشكل وثيق مع آخرين، ضمنًا ممارسة الرقص الحميم، لبضع ساعات”، وفقًا لباحثين من كلية الطب في جامعة ستانفورد.
وقد ثبتت إصابته بجدري القردة بعدما توجّه إلى قسم الطوارئ طلبًا للرعاية، بعد مرور حوالي أسبوع.
وكتب الباحثون أنّ “عامل الخطر الأساسي للمريض كان الاختلاط الوثيق، وغير الجنسي مع العديد من الأشخاص المجهولين خلال الفعالية المزدحمة”، وتسلّط هذه الحالة الضوء على “احتمال تفشي المرض في مثل هذه التجمعات، مما قد يكون له تداعيات على مكافحة الأوبئة”.
لم يكن الحدث الذي حضره الرجل في المملكة المتحدة صاخبًا، ولم يحضره أشخاص مثليين أو ثنائيي الجنس على وجه التحديد أو في المجمل، وفقًا للباحثين.
وبينما ارتدى العديد من الحاضرين قمصانًا من دون أكمام وسراويل قصيرة، كان الرجل يرتدي بنطالًا وبلوزة أكمامها قصيرة.
ولم يلحظ الرجل وجود أي شخص مصاب بآفات جلدية أو بدا عليه المرض، وقد حضر بعض الفعاليات المماثلة الأخرى على مدار الأيام الأربعة التالية.
وفقًا لتوجيهات مراكز مكافحة الأمراض، “يمكن أن ينتقل جدري القردة إلى أي شخص” من خلال الاختلاط الوثيق، والذي غالبًا ما يشمل ملامسة الجلد للجلد، بالإضافة إلى الاختلاط الحميم الذي يشمل الجنس والعناق، والتقبيل.
ولم يبلّغ المريض الذي عاد أخيرًا إلى الولايات المتحدة من المملكة المتحدة، في العشرينيات من عمره، عن أي اتصال جنسي، ولم يكن لديه دليل على وجود آفات بأعضائه التناسلية.
وثبّتت نتائج فحص عيّنات من اللعاب، ومسحات الأنف الإيجابية إصابة الرجل بالفيروس، رغم أنّ المريض لم يبلّغ عن أي علامات مرضية ذات صلة مثل الحرارة، أو القشعريرة، أو السعال.
ووجد تحليل سابق لحالات الإصابة بجدري القردة، أجرته مراكز مكافحة الأمراض، أنّ علامات الإنذار المبكر للمرض أقل شيوعًا في الموجة الحالية، مقارنةً بتلك الخاصة بجدري القردة “النموذجي”.