حذرت منظمة الأمم المتحدة للأمومة والطفولة “يونيسيف”، من أن 6 ملايين طفل سوري، ولدوا خلال الحرب السورية التي تدخل عامها العاشر، يعانون من ازمة إنسانية على خلفية استمرار “إحدى أكثر الحروب وحشية في التاريخ الحديث”، حسبما وصفت المنظمة في بيان لها، الثلاثاء.
وقالت المنظمة، في بيان لها، الثلاثاء، إن هؤلاء الأطفال “لا يعرفون سوى الحرب والنزوح”، مؤكدة أن “طفل سوري واحد يتعرض للقتل كل 10 ساعات بسبب العنف”، مشيرة إلى أن “الحرب اقتلعت أكثر من 2.5 مليون طفل وأرغمتهم على الفرار إلى البلدان المجاورة، بحثًا عن الأمان”.
ووصفت اليونيسيف في بيانها، أن “السوريين ليسوا مجرد أرقام. لهم أصوات وآراء يجب ألا تمر دون أن يُلتفتُ لها ويُصغى إليها”.
وتبنت اليونيسف نتائج استطلاع للرأي أجرته مؤسسة غالوب إنترناشيونال لاستطلاعات الرأي، حيث أجري وجهًا لوجه مع السوريين في كل من سوريا والأردن ولبنان، بسؤالهم عن أكبر التحديات والمخاوف التي تواجههم وتواجه أطفالهم منذ حوالي عقد على بدء الحرب.
ويغطي الاستطلاع، حسبما ورد في بيان المنظمة الأممية، 3500 سوري، ويهدف إلى “إسماع صوت العائلات السورية وتسليط الضوء على تأثير الحرب والنزاع، وللمساعدة في تحديد أفضل طريقة يمكن من خلالها الاستجابة للاحتياجات التي حددتها العائلات، والمضي بها قُدُمًا”.
من جانبه، قال تيد شيبان، المدير الإقليمي لليونيسف في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إن الاستطلاع “يخبرنا الكثير حول تأثير الحرب المباشر على حياة السوريين وحياة أطفالهم، وكيف أنهم، وبكل بساطة، نجوا من إحدى أكثر الحروب قسوة في التاريخ الحديث”.
وأضاف المسؤول الأممي، أنه “من الواضح أن الجراح قد أثّرت بعمق، وأن التأثير على صحة السوريين النفسية هائل. كما ندرك من هذا الاستطلاع أن تعليم الأطفال والفقر هما من بين أهمّ الهموم وأكبر التحديات”، حسبما ورد في البيان.
وأوضح بيان منظمة الأمم المتحدة للأمومة والطفولة، أنه “فيما لا يذهب إلى المدرسة 2.8 مليون طفل سوري، هناك حوالي 5 ملايين طفل داخل سوريا وفي البلدان المجاورة لا يزالون يحصلون على التعليم رغم كل الصعوبات. ويرجع الفضل في ذلك إلى حد كبير لجهود المعلمين والعاملين في مجال التعليم والشركاء على الأرض والدعم السخي التي تقدمه الجهات المانحة لليونيسف”.
بيان اليونيسيف، يتزامن مع اجتماع الدول المانحة لسوريا، والذي يعقد، الثلاثاء، حيث تحتاج اليونيسيف إلى 575 مليون دولار أمريكي لبرامجها داخل سوريا وفي الدول المجاورة، من بينها 241.2 مليون دولار أمريكي لبرامج التعليم.
وأضاف تيد شيبان أنه “بينما يجتمع المانحون في مؤتمر تعهدات آخر من أجل سوريا في بروكسل، فإننا نود أن نشكر جميع المانحين على كرمهم غير المسبوق، والذي لعب دورًا كبيرًا في مساعدة الأطفال السوريين على مواصلة تعليمهم. نطالب المانحين، بالحفاظ على كرمهم تجاه أطفال سوريا والدول المجاورة، لكي يتمكن الأطفال من تعويض ما فاتهم من سنوات التعليم أو مواصلة تعليمهم. والآن، وقد تعطل التعليم غير الرسمي جزئيًا في بعض المراكز التي تدعمها اليونيسف والأماكن الصديقة للأطفال بسبب (كوفيد-19)، فقد أصبح التمويل على نطاق واسع أكثر أهمية. هذا الأمر أساسي جدّا لمستقبل الأطفال، كما لمستقبل سوريا”.